فصل: (باب السين والميم وما يثلثهما)

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: معجم مقاييس اللغة ***


‏(‏باب السين والغين وما يثلثهما‏)‏

‏(‏سغل‏)‏

السين والغين واللام أصلٌ يدل على إساءة الغِذاء وسوء الحال فيه‏.‏ من ذلك السَّغِل‏:‏ الولد السيِّئ الغذاء‏.‏ وكلُّ ما أسيء غذاؤه فهو سَغِل‏.‏ قال سلامة بن جندل يصف فَرساً‏:‏‏

ليس بأسْفَى ولا أقْنى ولا سَغِلٍ*** يُسقى دواء قَفِيّ السَّكْنِ مربُوبِ‏

ويقال‏:‏ بل السَّغِل‏:‏ الدقيق القوائم الصغير‏.‏ وقال ابن دريد‏:‏ السغِل‏:‏ المتخدِّد لحمه، المهزول المضطرب الخَلْق‏.‏‏

‏(‏سغم‏)‏

السين والغين والميم ليس بشيء‏.‏ على أنّهم يقولون للسغِل سَغِم‏.‏‏

‏(‏سغب‏)‏

السين والغين والباء أصلٌ واحدٌ يدلُّ على الجوع‏.‏ فالمَسْغَبَة‏:‏ المجاعة، يقال سَغِبَ يَسْغَبُ سُغُوباً، وهو ساغب وسغبان‏.‏ قال ابن دريد‏:‏ قال بعض أهل اللغة‏:‏ لا يكون السَّغَب إلا الجوعَ مع التعب‏.‏ قال وربَّما سمي العطَش سَغَباً؛ وليس بمستعمل‏.‏‏

‏(‏باب السين والفاء وما يثلثهما‏)‏

‏(‏سفق‏)‏

السين والفاء والقاف أصَيلٌ يدلُّ على خلاف السخافة‏.‏ فالسَّفيق لغة في الصفيق، وهو خلاف السخيف‏.‏ ومنه سَفَقْتُ الباب فانْسَفَقَ، إذا أغلقته‏.‏ وهو يرجع إلى ذاك القياس‏.‏ ومنه رجل سَفيق الوجه، إذا كان قليل الحياء‏.‏ ومن الباب‏:‏ سفَقْت وجهَه، لطمتَه‏.‏

‏(‏سفك‏)‏

السين والفاء والكاف كلمة واحدة‏.‏ يقال سَفَكَ دمَه يسفِكه سفْكاً، إذا أساله، وكذلك الدّمع‏.‏

‏(‏سفل‏)‏

السين والفاء واللام أصلٌ واحد، وهو ما كان خلافَ العلوّ‏.‏ فالسُّفل سُِفل الدارِ وغيرها‏.‏ والسُّفُول‏:‏ ضدّ العُلُوّ‏.‏ والسَّفِلة‏:‏ الدُّون من الناس، يقال هو من سَفِلة الناس ولا يقال سَفِلة‏.‏ والسَّفَال‏:‏نقيض العَلاء‏.‏ وإنّ أمرهم لفي سَفَال‏.‏ ويقال قَعَدَ بسُفالة الرّيح وعُلاوتها‏.‏ والعُلاوة من حيث تَهُبُّ، والسُّفالة ما كان بإزاء ذلك‏.‏

‏(‏سفن‏)‏

السين والفاء والنون أصلٌ واحد يدلُّ على تنحية الشيء عن وجه الشيء، كالقَشْر، قال ابن دريد‏:‏ السفينة فعيلة بمعنى فاعلة، لأنَّها تسفِن الماء، كأنّها تقشِره‏.‏ والسَّفّان‏:‏ ملاّح السفينة‏.‏ وأصل الباب السَّفْن، وهو القشر، يقال سَفَنْتُ العودَ أسفِنُه سَفْناً‏.‏ قال امرؤ القيس‏:‏

فجاء خفِيَّاً يسفِنُ الأرضَ بطنُهُ*** تَرَى التُّربَ منه لاصقاً غير مَلْصَقِ

والسَّفَن‏:‏ الحديدة التي يُنحَت بها‏.‏ قال الأعشى‏:‏

وفي كلِّ عامٍ لـه غزوةٌ*** تَحُكّ الدّوابِرَ حَكَّ السَّفَنْ

وسفنتِ الريح التراب عن وجه الأرض‏.‏

‏(‏سفه‏)‏

السين والفاء والهاء أصلٌ واحدٌ، يدلُّ على خفّة وسخافة‏.‏ وهو قياس مطَّرد‏.‏ فالسَّفَه‏:‏ ضدّ الحِلْم‏.‏ يقال ثوب سفيه، أي رديء النسج‏.‏ ويقال تَسَفَّهَت الريحُ، إذا مالت‏.‏ قال ذو الرمة‏:‏

مَشَيْن كما اهتَزَّت رياحٌ تسفَّهت*** أعالِيَها مَرُّ الرِّياحِ الرواسِمِ

وفي شعره أيضاً‏:‏

* سَفيهٍ جَديلُها*

يذكر الزّمام واضطرابه‏.‏ ويقال تسفّهتُ فلاناً عن ماله، إذا خدعْتَه، كأنَّك مِلت به عنه واسْتَخْفَفْتَه‏.‏ قال‏:‏

تَسَفَّهْتَهُ عن ماله إِذْ رأيته*** غلاماً كغُصنِ البانةِ المتغايِدِ

وذكر ناسٌ* أنَّ السَّفَه أن يُكثِر الإنسانُ من شُربِ الماءِ فلا يَروَى‏.‏ وهذا إن صحَّ فهو قريبٌ من ذاك القياس‏.‏

وكان أبو زيد يقول‏:‏ سافَهْتُ الوَطْبَ أو الدّنَّ، إذا قاعَدْتَه فشربتَ منه ساعةً بعد ساعة‏.‏ وأنشد‏:‏

أبِنْ لي يا عُمَيْرُ أذُو كعوبٍ*** أصَمُّ، قناتُهُ فيها ذُبُولُ

أحَبُّ إليكَ أم وَطْبٌ مُدَوٍّ*** تُسافِهُهُ إذا جَنَح الأَصِيلُ

‏(‏سفو‏)‏

السين والفاء والحرف المعتل أصلٌ واحدٌ يدلُّ على خِفّة في الشيء‏.‏ فالسَّفْو‏:‏ مصدر سَفَا يَسْفو سَفْواً، إذا مشى بسُرعة، وكذلك الطائر إذا أَسْرَعَ في طيرانه‏.‏ والسَّفَا‏:‏ خِفّة النّاصية، وهو يُكرَه في الخيلِ ويُحمَد في البِغال، فيقال بغلةٌ سفواء‏.‏ وسَفت الريحُ التّراب تَسفيه سَفْياً‏.‏ والسَّفا‏:‏ ما تَطَايَرُ به الرِّيحُ من التُّراب‏.‏ والسَّفا‏:‏ شوك البُهْمَى، وذلك ‏[‏أنه‏]‏ إذا يبس خَفّ وتطايرت به الرّيح‏.‏ قال رؤبة‏:‏

* واسْتَنَّ أعراف السَّفَا على القِيَقْ*

ومن الباب‏:‏ السَّفا، وهو تُراب القَبر‏.‏ قال‏:‏

وحالَ السّفا بيني وبينكِ والعِدَا*** ورَهْنُ السّفا غَمْرُ الطبيعة ماجدُ

والسَّفاءُ، مهموز‏:‏ السَّفَه والطَّيش‏.‏ قال‏:‏

كم أزلّتْ أرماحُنا من سفيهٍ*** سافَهونا بغِرّة وسَفَاءِ

‏(‏سفح‏)‏

السين والفاء والحاء أصلٌ واحدٌ يدلُّ على إِراقة شيء‏.‏ يقال سفح الدّمَ، إذا صبَّه‏.‏ وسفح الدّم‏:‏ هَرَاقه‏.‏ والسِّفاح‏:‏ صبُّ الماء بلا عَقد نكاح، فهو كالشيء يُسفَح ضَياعاً‏.‏ والسَّفّاح‏:‏ رجلٌ من رؤساء العرب، سَفَح الماء في غزوةٍ غزاها فسُمّي سفَّاحاً‏.‏ وأمَّا سَفْح الجبل فهو من باب الإبدال، والأصل فيه صَفح، وقد ذُكر في بابه‏.‏ والسَّفيح‏:‏ أحد السِّهام الثلاثة التي لا أنصباءَ لها، وهو شاذٌّ عن الأصل الذي ذكرناه‏.‏

‏(‏سفد‏)‏

السين والفاء والدال ليس أصلاً يتفرّع منه، وإنّما فيه كلمتان متباينتان في الظاهر، وقد يمكن الجمع بينهما من طريق الاشتقاق‏.‏ من ذلك سِفاد الطَّائر، يقال سَفِد يَسْفَد، وكذلك التَّيس‏.‏ والكلمة الأخرى السّفُّود، وهو معروف‏.‏ قال النابغة‏:‏

كأنَّه خارجاً من جَنب صَفحته*** سَفُّود شَرْبٍ نَسُوه عند مفتأدِ

‏(‏سفر‏)‏

السين والفاء والراء أصلٌ واحدٌ يدلُّ على الانكشاف والجَلاء‏.‏ من ذلك السَّفَر، سمِّي بذلك لأنَّ الناس ينكشفون عن أماكنهم‏.‏ والسَّفْر‏:‏ المسافرون‏.‏ قال ابن دريد‏:‏ رجلٌ سَفْرٌ وقوم سَفْرٌ‏.‏

ومن الباب، وهو الأصل‏:‏ سَفَرتُ البَيت كنستُه‏.‏ ومنه الحديث‏:‏ ‏"‏لو أمَرْتَ بهذا البيت فسُفِر‏"‏‏.‏ ولذلك يسمَّى ما يسقُطُ من ورق الشّجر السَّفِير‏.‏ قال‏:‏

وحائل مِنْ سَفير الحولِ جائلهُ*** حولَ الجراثيمِ في ألوانه شَهَبُ

وإنّما سمّي سفيراً لأنَّ الرّيح تسفره‏.‏ وأما قولهم‏:‏ سَفَر بَيْن القوم سِفارة، إذا أصلح، فهو من الباب؛ لأنَّه أزال ما كان هناك من عَداوة وخِلاف‏.‏ وسَفَرتِ المرأةُ عن وجهها، إذا كشفَتْهُ‏.‏ وأسفر الصبح، وذلك انكشاف الظّلام، ووجه مُسفِر، إذا كان مُشرِقاً سروراً‏.‏ ويقال استفَرَت الإبل‏:‏ تصرفت وذهبَتْ في الأرض‏.‏ ويقال للطعام الذي يُتّخذ للمسافر سُفْرة‏.‏ وسمِّيت الجِلدة سُفْرة‏.‏ ويقال بعير مِسفَر، أي قويٌ على السَّفر‏.‏

ومما شذّ عن الباب السِّفار‏:‏ حديدةٌ تُجعَل في أنف الناقة‏.‏ وهو قوله‏:‏

ما كان أجمالي وما القِطارُ*** وما السِّفار، قُبِحَ السِّفارُ

وفيه قول آخر؛ أنه خيطٌ يشدُّ طرَفُه على خطام البعير فيدارُ عليه، ويُجعَل بفيه زِماماً، والسَّفْر‏:‏ الكتابة‏.‏ والسفَرَة‏:‏ الكَتبة، وسُمّي بذلك لأنَّ الكتابة تُسفِرُ عما يُحتاج إليه من الشيء المكتوب‏.‏

‏(‏سفط‏)‏

السين والفاء والطاء ليس بشيء، وما في بابه ما يعوّل عليه، إلاّ أنّهم سمّوا هذا السَّفَط‏.‏ ويقولون‏:‏ السفيط السخيّ من*الرجال‏.‏ وأنشدوا‏:‏

* ليس بذي حزم ولا سَفيطِ*

وهذا ليس بشيء‏.‏

‏(‏سفع‏)‏

السين والفاء والعين أصلان‏:‏ أحدهما لونٌ من الألوان، والآخر تناوُل شيءٍ باليد‏.‏

فالأوّل السُّفْعَة، وهي السَّوَاد، ولذلك قيل للأثافيّ سُفْعٌ‏.‏ ومنه قولهم‏:‏ أرى به سُفْعَةً من غضب، وذلك إذا تَمَعَّرَ لونُهُ‏.‏ والسَّفْعاء‏:‏ المرأة الشاحبة؛ وكلُّ صَقْرٍ أسْفَعُ‏.‏ والسَّفْعَاء‏:‏ الحمامة، وسُفعتُها في عنقِها، دُوَينَ الرّأس وفُوَيقَ الطّوق‏.‏ والسُّفْعة‏:‏ في آثار الدار‏:‏ ما خالَفَ من رَمادها سائرَ لونِ الأرض‏.‏ وكان الخليل يقول‏:‏ لا تكون السُّفْعَةُ في اللَّوْن إلاّ سواداً مشْرَباً حُمْرَة‏.‏

وأمّا الأصل الآخر فقولهم‏:‏ سَفَعْتُ الفرسَ، إذا أخذْتَ بمقدّم رأسه، وهي ناصيته، قال الله جلَّ ثناؤه‏:‏ ‏{‏لَنَسْفَعنْ بالنَّاصِيَةِ‏}‏ ‏[‏العلق 15‏]‏، وقال الشاعر‏:‏

* من بين مُلجِمِ مُهرِهِ أو سافِعِ*

ويقال سَفَعَ الطائرُ ضريبتَه، أي لَطَمَه‏.‏ وسَفَعْتُ رأس فلان بالعصا، هذا محمولٌ على الأخْذ باليد‏.‏ وفي كتاب الخليل‏:‏ كان عُبيد الله بن الحسن قاضي البصرة مولعاً بأن يقول‏:‏ ‏"‏اسفَعا بيده فأقيماهُ‏"‏، أي خُذا بيده‏.‏

‏(‏باب السين والقاف وما يثلثهما‏)‏

‏(‏سقل‏)‏

السين والقاف واللام ليس بأصل، لأنَّ السين فيه مبدلة عن صاد‏.‏

‏(‏سقم‏)‏

السين والقاف والميم أصلٌ واحد، وهو المرض‏:‏ يقال سُقْمٌ وسَقَمٌ وسَقامٌ، ثلاثُ لغات‏.‏

‏(‏سقي‏)‏

السين والقاف والحرف المعتل أصلٌ واحدٌ، وهو إشراب الشيء الماء وما أشبَهَه‏.‏ تقول‏:‏ سقيته بيدي أَسقيهِ سَقيا، وأَسْقيته، إذا جعلتَ لـه سِقياً‏.‏ والسُّقْي‏:‏ المصدر، وكم سِقيُ أرضك، أي حظُّها من الشرب‏.‏ ويقال‏:‏ أسقيتُك هذا الجِلدَ، أي وهبتُهُ لك تتّخذه سِقاء‏.‏ وسَقَيْتُ على فلان، أي قلتَ‏:‏ سقاه الله‏.‏ حكاه الأخفش‏.‏ والسِّقاية‏:‏ الموضع الذي يُتَّخذ فيه الشراب في الموسم‏.‏ والسِّقاية‏:‏ الصُّواع، وفي قوله جلَّ وعزَّ‏:‏ ‏{‏جَعَلَ السِّقَايَةَ فِي رَحْلِ أَخِيهِ‏}‏ ‏[‏يوسف 70‏]‏، وهو الذي كان يَشرَب فيه الملك‏.‏ وسَقَى بَطْنُ فلان، وذلك ماء أصفر يَقَع فيه‏.‏ وسَقَى فلانٌ على فلانٍ بما يكره، إذا كرّره عليه‏.‏ والسَّقِيُّ‏:‏ البَرديّ في قول امرئ القيس‏:‏

* وساقٍ كأنبوبِ السَّقِيِّ المَذَلَّلِ*

والسَّقِيّ، على فعيل أيضاً‏:‏ السَّحابة العظيمة القَطْر‏.‏ والسِّقاء معروف، ويشتق من هذا أسقيت الرَّجل، إذا اغتبْتَه‏.‏ قال ابن أحمر‏:‏

* ولا أيّ من عاديت أسقى سقائيا*

‏(‏سقب‏)‏

السين والقاف والباء أصلان‏:‏ أحدهما القرب، والآخر يدلُّ على شيء مُنْتَصِب‏.‏ فالأوَّل السَّقَب، وهو القُرْب‏.‏ ومنه الحديث‏:‏ ‏"‏الجار أحقُّ بسَقَبِه‏"‏‏.‏ يقال منه سقبتِ الدّارُ وأسْقبت‏.‏ والساقب‏:‏ القريب‏.‏ وقال قوم‏:‏ السّاقب القريب والبَعيد‏.‏ فأمّا القريب فمشهور، وأما البعيد فاحتجُّوا فيه بقول القائل‏:‏

تَرَكْتَ أباكَ بأرضِ الحجاز*** ورُحتَ إلى بَلدٍ ساقبِ

وأما الأصل الآخر فالسقْب والصَّقْب، وهو عمود الخِباء، وشُبّه به السقب ولدُ الناقة‏.‏ ويقال ناقة مِسقاب، إذا كان أكثر وضْعِها الذّكور، وهو قوله‏:‏

* غَرَّاءَ مِسقاباً لفحلٍ أَسْقَبا*

هذا فعلٌ لا نعت‏.‏

‏(‏سقر‏)‏

السين والقاف والراء أصلٌ يدل على إحراق أو تلويح بنار‏.‏ يقال سقَرتْه الشَّمسُ، إذا لوّحتْه‏.‏ ولذلك سمِّيت سَقَر‏.‏ وسَقَرات الشمس‏:‏ حَرُورها‏.‏ وقد يقال بالصَّاد، وقد ذكر في بابه‏.‏

‏(‏سقط‏)‏

السين والقاف والطاء أصلٌ واحدٌ يدلُّ على الوقوع، وهو مطّرد‏.‏ من ذلك سَقط الشيءُ يسقُطُ سقوطاً‏.‏ والسَّقَط‏:‏ رديء المتاع‏.‏ والسِّقاط والسَّقَط‏:‏ الخطأ من القول والفعل‏.‏ قال سويد‏:‏

*كيف يرجُونَ سِقاطي بعدما*** جَلَّلَ الرأسَ مَشيبٌ وصَلَعْ

قال بعضهم‏:‏ السقاط في القول‏:‏ جمع سَقْطة، يقال سِقاط كما يقال رَملة ورمال‏.‏ والسّقط‏:‏ الولد يسقُط قبل تمامه، وهو بالضم والفتح والكسر‏.‏ وسَِـُـقْط النار‏:‏ ما يسقط منها من الزَّند‏.‏ والسَّقَّاط‏:‏ السيف يسقُط من وراء الضريبة، يقطعها حتى يجوزَ إلى الأرض‏.‏ والسّاقطة‏:‏ الرجل اللئيم في حَسبه‏.‏ والمرأة السَّقِيطة‏:‏ الدَّنيئة‏.‏ وحُدِّثنا عن الخليل بالإسناد الذي ذكرناه في أول الكتاب، قال‏:‏ يقال سقطَ الولدُ من بطن أمه، ولا يقال وقَع‏.‏ وسُقط الرمل وسِقطه وسَقطه‏:‏ حيث ينتهي إليه طَرَفه، وهو مُنقَطَعه‏.‏ وكذلك مَسقِط رأسِه، حيث وُلد‏.‏ وهذا مَسقط السّوط حيث سقط‏.‏ وأتانا في مَسقِط النَّجم، حيث سقط‏.‏ وهذا الفعل مَسقَطة للرّجُل من عيون الناس‏.‏ وهو أن يأتي ما لا ينبغي‏.‏ والسِّقاط في الفَرَس‏:‏ استرخاء العَدْو‏.‏ ويقال أصبحت الأرض مُبْيضّة من السقيط، وهو الثّلج والجليد‏.‏ ويقال إن سِقْط السحاب حيث يُرى طرَفُه كأنَّه ساقط على الأرض في ناحيةِ الأفقِ، وكذلك سِقْط الخِباء‏.‏ وسِقْطا جناحَيِ الظليم‏:‏ ما يُجَرُّ منهما على الأرض في قوله‏:‏

* سِقطانِ مِنْ كَنَفَيْ ظليمٍ نافِرِ*

قال بعض أهل العلم في قول القائل‏:‏

حتَّى إذا ما أضاءَ الصُّبح وانبعَثَتْ*** عنه نَعامةُ ذي سِقْطين مُعْتَكِرِ

يقال إنَّ نعامة الليل سوادُهُ، وسِقْطاه‏:‏ أوَّلُهُ وآخره‏.‏ يعني أنّ الليل ذا السقطينِ مضَى وصَدَقَ الصُّبْحُ‏.‏

‏(‏سقع‏)‏

السين والقاف والعين ليس بأصل؛ لأنّ السين فيه مبدلة من صاد‏.‏ يقال صُقْع وسُقْع‏.‏ وصَقَعْته وسَقَعته‏.‏ وما أدري أين سَقَعَ أي ذهب‏.‏

‏(‏سقف‏)‏

السين والقاف والفاء أصل يدلُّ على ارتفاعٍ في إطلال وانحناء‏.‏ من ذلك السقف سقف البيت، لأنه عالٍ مُطلٌّ‏.‏ والسقيفة‏:‏ الصُّفّة‏.‏ والسقيفة‏:‏ كلُّ لوحٍ عريض في بناء إذا ظهر من حائط‏.‏ والسَّماء سقفٌ، قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏وجَعَلْنَا السَّماءَ سَقْفاً مَحْفُوظاً‏}‏ ‏[‏الأنبياء 32‏]‏‏.‏ ومن الباب الأسْقَفُ من الرِّجال، وهو الطويل المنحني؛ يقال أسقَفُ بيِّنُ السقَف‏.‏ والله أعلم بالصواب‏.‏

‏(‏باب السين والكاف وما يثلثهما‏)‏

‏(‏سكم‏)‏

السين والكاف والميم ليس بشيء‏.‏ على أنَّ بعضهم ذكر أن السكم مقَارَبة الخطو‏.‏

‏(‏سكن‏)‏

السين والكاف والنون أصلٌ واحد مطّرد، يدلُّ على خلاف الاضطراب والحركة‏.‏ يقال سَكَن الشّيءُ يسكُن سكوناً فهو ساكن‏.‏

والسَّكْن‏:‏ الأهل الذين يسكُنون الدّار‏.‏ وفي الحديث‏:‏ ‏"‏حتَّى إنَّ الرُّمّانَة لَتُشْبِعُ السَّكْن‏"‏‏.‏ والسَّكَن‏:‏ النار، في قول القائل‏:‏

* قد قُوِّمَتْ بسَكَنٍ وأَدْهانْ*

وإنّما سمّيت سَكَنا للمعنى الأوّل، وهو أنَّ النّاظر إليها يَسْكُن ويَسْكُن إليها وإلى أهلها‏.‏ ولذلك قالوا‏:‏ ‏"‏آنَسُ من نار‏"‏‏.‏ ويقولون‏:‏ ‏"‏هو أحسن من النّار في عين المقرور‏"‏‏.‏ والسَّكَن‏:‏ كلُّ ما سكنتَ إليه من محبوب‏.‏ والسِّكِّين معروف، قال بعضُ أهل اللغة‏:‏ هو فِعِّيل لأنّه يسكّن حركةَ المذبوح به‏.‏ ومن الباب السّكينة، وهو الوقار، وسُكان السفينة سمِّي لأنَّه يُسكّنها عن الاضطراب، وهو عربيٌّ‏.‏

‏(‏سكب‏)‏

السين والكاف والباء أصلٌ يدلُّ على صبّ الشيء‏.‏ تقول‏:‏ سكب الماء يسكبه‏.‏ وفرسٌ سَكْبٌ، أي ذرِيعٌ، كأنّه يسكُبُ عدْوَه سكبا، وذلك كتسميتهم إيّاه بحراً‏.‏

‏(‏سكت‏)‏

السين والكاف والتاء يدلُّ على خِلاف الكلام‏.‏ تقول‏:‏ سكت يَسْكُت سكوتاً، ورجلٌ سِكِّيت‏.‏ ورماه بُسكاتَة، أي بما أسكته‏.‏ وسَكَت الغضبُ، بمعنى سكن‏.‏ والسُّكْتَةُ‏:‏ ما أسكتَّ به*الصبيّ‏.‏ فأمّا السُّكيت فإنه من الخيل العاشر عند جريها في السّباق‏.‏ ويمكن أن يكون سمِّي سُكَيتاً لأنَّ صاحبَه يسكت عن الافتخار، كما يقال أجَرَّه كذا، إذا منعه من الافتخار، وكأنَّه جَرَّ لسانَه‏.‏

‏(‏سكر‏)‏

السين والكاف والراء أصلٌ واحدٌ يدلُّ على حَيرة‏.‏ من ذلك السُّكْر من الشراب‏.‏ يقال سَكِر سُكْراً، ورجلٌ سِكِّير، أي كثير السُّكْر‏.‏ والتَّسْكير‏:‏ التَّحيير في قولـه عزَّ وجل‏:‏ ‏{‏لَقَالُوا إنَّما سُكِّرَتْ أَبْصَارُنا‏}‏ ‏[‏الحجر 15‏]‏، وناس يقرؤونها ‏{‏سُكِرَتْ‏}‏ مخففة‏.‏ قالوا‏:‏ ومعناه سُحِرت‏.‏ والسِّكْر‏:‏ ما يُسكَر فيه الماء من الأرض‏.‏ والسَّكْر‏:‏ حَبْس الماء، والماء إذا سُكِر تحيَّر‏.‏ وأمّا قولهم ليلة ساكرة، فهي السَّاكنة التي ‏[‏هي‏]‏ طلقةٌ، التي ليس فيها ما يؤذِي‏.‏ قال أوس‏:‏

تُزادُ ليالِيَّ في طُولِها*** فليست بطَلْقٍ ولا ساكِرهْ

ويقال سَكَرت الرِّيح، أي سكَنت‏.‏ والسَّكَر‏:‏ الشَّراب‏.‏ وحكى ناسٌ سكَره إذا خَنَقَه‏.‏ فإنْ كان صحيحاً فهو من الباب‏.‏ والبعير يُسَكِّر الآخر بذراعه حتى يكاد يقتلُه‏.‏ قال‏:‏

* غَثَّ الرِّباعِ جَذَعاً يُسَكَّرُ*

‏(‏سكف‏)‏

السين والكاف والفاء ليس أصلاً، وفيه كلمتان‏:‏ أحدهما أُسْكُفَّة الباب‏:‏ العَتَبة التي يُوطأ عليها‏.‏ وأُسْكُفّ العين، مشبّه بأُسْكُفَّة الباب‏.‏ وأمّا الإسكاف فيقال إن كلَّ صانعٍ إسكافٌ عند العرب‏.‏ وينشد قول الشمّاخ‏:‏

* وشُعْبَتَا مَيْسٍ بَرَاها إسكافْ*

قالوا‏:‏ أراد القَوَّاس‏.‏

‏(‏باب السين واللام وما يثلثهما‏)‏

‏(‏سلم‏)‏

السين واللام والميم معظم بابه من الصّحّة والعافية؛ ويكون فيه ما يشذُّ، والشاذُّ عنه قليل، فالسّلامة‏:‏ أن يسلم الإنسان من العاهة والأذَى‏.‏ قال أهلُ العلم‏:‏ الله جلَّ ثناؤُه هو السلام؛ لسلامته مما يلحق المخلوقين من العيب والنقص والفناء‏.‏ قال الله جلَّ جلاله‏:‏ ‏{‏واللهُ يَدْعُو إلى دَارِ السَّلاَمِ‏}‏ ‏[‏يونس 25‏]‏، فالسلام الله جلَّ ثناؤه، ودارُهُ الجنَّة‏.‏ ومن الباب أيضاً الإسلام، وهو الانقياد؛ لأنَّه يَسْلم من الإباء والامتناع‏.‏ والسِّلام‏:‏ المسالمة‏.‏ وفِعالٌ تجيءُ في المفاعلة كثيراً نحو القتال والمقاتلة‏.‏ ومن باب الإصحاب والانقياد‏:‏ السَّلَم الذي يسمَّى السَّلف، كأنَّه مالٌ أسلم ولم يمتنع من إعطائه‏.‏ وممكن أن تكون الحجارة سمِّيت سِلاماً لأنّها أبعدُ شيء في الأرض من الفَناء والذَّهابِ؛ لشدّتها وصلابتها‏.‏ فأمّا السَّليم وهو اللّديغ ففي تسميته قولان‏:‏ أحدهما أنَّه أُسلم لما به‏.‏ والقول الآخر أنّهم تفاءلوا بالسَّلامة‏.‏ وقد يسمُّون الشيءَ بأسماء في التفاؤُل والتطيُّر‏.‏ والسُّلَّم معروف، وهو من السلامة أيضاً؛ لأنَّ النازل عليه يُرْجَى لـه السَّلامة‏.‏ والسَّلامة‏:‏ شجر، وجمعها سَلاَم‏.‏

والذي شذَّ عن الباب السَّلْم‏:‏ الدلو التي لها عروة واحدة‏.‏ والسَّلَم‏:‏ شجر، واحدته سَلَمة‏.‏ والسَّلامانُ‏:‏ شجرٌ‏.‏

ومن الباب الأول السَِّلْم وهو الصُّلح، وقد يؤنَّث ويذكَّر‏.‏ قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏وإِنْ جَنَحُوا لِلْسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا‏}‏ ‏[‏الأنفال 61‏]‏‏.‏ والسَّلِمَة‏:‏ الحجر، فيه يقول الشاعر‏:‏

ذاكَ خليلي وذو يعاتِبُني*** يَرمِي ورائيَ بالسهمِ والسَّلِمَهْ

وبنو سلِمَة‏:‏ بطنٌ من الأنصار ليس في العرب غيرهم‏.‏ ومن الأسماء سَلْمَى‏:‏ امرأةٌ‏.‏ وسلمى‏:‏ جبلٌ‏.‏ وأبو سُلمى أبو زُهَير، بضم السين، ليس في العرب غيره‏.‏

‏(‏سلوي‏)‏

السين واللام والحرف المعتلّ أصلٌ واحدٌ يدلُّ على خفض وطيب عيش‏.‏ ومن ذلك قولهم فلان في سَلْوَةٍ من العيشِ، أي في رَغدٍ يسلِّيهِ الهم‏.‏ ويقول‏:‏ سَلاَ المحب يَسْلوا سُلُوَّاً، وذلك إذا فارقه ما كان به من همٍّ وعشق‏.‏ والسُّلْوانة‏:‏ الخَرزة، وكانوا يقولون إنَّ من شرب عليها سَلاَ ممّا كان به، وعَمَّن كان يحبه‏.‏ قال الشاعر‏:‏

شربت* على سُلْوانة ماءَ مُزنةٍ*** فلا وَجديدِ العيش يا مَيَّ ما أسلُو

قال الأصمعيّ‏:‏ يقول الرجل لصاحبه‏:‏ سقيتَني منك سَلْوَةً وسُلواناً، أي طيَّبت نفسي وأذهلْتَها عنك‏.‏ وسَلِيت بمعنى سلوت‏.‏ قال الراجز‏:‏

* لو أشربُ السُّلوانَ ما سَليتُ*

ومن الباب السَّلا، الذي يكون فيه الولد، سمي بذلك لنَعمته ورقَّته ولينه‏.‏ وأما السين واللام والهمزة فكلمة واحدة لا يقاس عليها‏.‏ يقال سَلأَ السّمن يَسْلؤُه سلأ، إذا أذابه وصفّاه من اللَّبن، قال‏:‏

ونحن منعناكم تميماً وأنتم*** موالِيَ إلاَّ تُحْسِنُوا السَّلْءَ تُضرَبوا

‏(‏سلب‏)‏

السين واللام والباء أصلٌ واحدٌ، وهو أَخْذُ الشَيء بخفّة واختطاف‏.‏ يقال سلبتُهُ ثوبَهُ سلْباً‏.‏ والسَّلَب‏:‏ المسلوب‏.‏ وفي الحديث‏:‏ ‏"‏مَنْ قَتَل قتيلاً فله سَلَبُه‏"‏‏.‏ والسَّليب‏:‏ المسلوب‏.‏ والسَّلوب من النوق‏:‏ التي يُسلَبُ ولدها والجمع سُلُب‏.‏ وأسلبت الناقةُ، إذا كانت تلك حالَها‏.‏ وأمّا السَّلَب وهو لِحاء الشجر فمن الباب أيضاً؛ لأنَّه تَقَشَّرَ عن الشَّجر، فكأنَّما قد سُلِبَته‏.‏ وقول ابن مَحْكانَ‏:‏

فَنشنش الجلدَ عنها وهي باركةٌ*** كما تُنَشْنِشُ كَفَّا قاتِلٍ سَلَبا

ففيه روايتان‏:‏ رواه ابن الأعرابي ‏"‏قاتل‏"‏ بالقاف‏.‏ ورواه الأصمعي بالفاء‏.‏ وكان يقول‏:‏ السَّلَب لحاء الشَّجَر، وبالمدينة سوقُ السَّلابين، فذهب إلى أنَّ الفاتل هو الذي يَفتِل السَّلَب‏.‏ فسمعتُ عليّ بن إبراهيم القطان يقول‏:‏ سمعت أبا العباس أحمد بن يحيى ثعلباً يقول‏:‏ أخطأ ابنُ الأعرابيّ، والصحيح ما قاله الأصمعيّ‏.‏

ومن الباب تسلّبَت المرأة، مثل أَحَدَّتْ‏.‏ قال قوم‏:‏ هذا من السُّلُب، وهي الثياب السُّود‏.‏ والذي يقرب هذا من الباب الأوّل ‏[‏أنَّ‏]‏ ثيابَها مشبّهة بالسَّلَب، الذي هو لِحاء الشّجر‏.‏ قال لبيد‏:‏

* في السُّلُب السُّود وفي الأمساحِ*

وقال بعضهم‏:‏ الفرق بين الإحداد والتَّسلُّب، أنَّ الإحداد على الزّوج والتَّسَلُّب قد يكون على غير الزّوج‏.‏

فأمّا قولهم فرس سَلِيبٌ، فيقال إنَّه الطويل القوائم‏.‏ وقال آخرون‏:‏ هو الخفيف نَقل القوائم؛ يقال رجلٌ سليب اليدين بالطَّعن، وثورٌ سليب القرن بالطَّعن‏.‏ وهذا أجود القولَين وأَقيسُهما؛ لأنَّه كأنَّه يسلب الطّعنَ استلابا‏.‏

‏(‏سلت‏)‏

السين واللام والتاء أصلٌ واحدٌ، وهو جلْفُ الشيء عن الشيء وقَشره‏.‏ يقال سلتت المرأةُ خضابَها عن يدها‏.‏ ومنه سَلَتَ فلانٌ أنفَ فلانٍ بالسيف سَلْتاً، وذلك إذا أخذه كلَّه‏.‏ والرَّجُل أسْلَتُ‏.‏ ويقال إنَّ المرأة التي لا تتعهَّد الخضاب يقال لها السَّلْتاء‏.‏ ومن الباب السُّلْت‏:‏ ضربٌ من الشعير لا يكاد ‏[‏يكون‏]‏ له قشر، والعرب تسمّيه العُرْيان‏.‏

‏(‏سلج‏)‏

السين واللام والجيم أصلٌ يدل على الابتلاع‏.‏ يقال سلج الشيء يَسلَجُه، إذا ابتلعه سَلْجَاً وسَلَجَاناً‏.‏ وفي كلامهم‏:‏ ‏"‏الأخْذُ سَلَجَانٌ والقَضَاءَ لَِيَّانٌ‏"‏‏.‏ ومن الباب‏:‏ فلان يتسلَّج الشراب، أي يُلِحُّ في شُرْبه‏.‏

‏(‏سلح‏)‏

السين واللام والحاء السلاح، وهو ما يُقَاتَل به، وكان أبو عبيدة يفرِقُ بين السّلاح والجُنة، فيقول‏:‏ السلاح ما قُوتِلَ به، والجُنّة ما اتُّقي به، ويحتج بقوله‏:‏

حيثُ تَرى الخيلَ بالأبطال عابسة*** يَنْهَضْنَ بالهندوانيّاتِ والجُنَنِ

فجعل الجُنَن غَيْرَ السُّيوف‏.‏ والإسليح‏:‏ شجرةٌ تغزُرُ عليها الإِبل‏.‏ وقالت الأعرابية‏:‏ ‏"‏الإسليح، رُغوَةٌ وسَريح، وسَنامٌ وإطريح‏"‏‏.‏

‏(‏سلخ‏)‏

السين واللام والخاء أصلٌ واحد، وهو إخراج الشيء عن جلده‏.‏ ثم يُحْمَل عليه‏.‏ والأصل سلخْتُ جلدةَ الشاةِ سلخاً‏.‏ والسِّلْخ‏:‏ جلد الحية تنسلخ‏.‏ ويقال أسود سالخ لأنَّه يسلخ جلده كلَّ عام فيما يقال‏.‏ وحكى بعضُهم سلختِ المرأة دِرْعَها‏:‏ نزعَتْهُ‏.‏ ومن قياس الباب‏:‏ سلخت الشَّهرَ، إذا صرتَ في آخر يومه‏.‏ وهذا مجاز‏.‏ وانسلخَ الشَّهرُ، وانسلخ النَّهارُ من الليل المقْبِل‏.‏ ومن الباب نخلة مِسْلاخٌ، وهي التي تنثُر بُسرَها أخضر‏.‏

‏(‏سلس‏)‏

السين واللام والسين يدلُّ على سهولة في الشيء‏.‏ يقال هو سَهْلٌ سَلِسٌ‏.‏ والسَّلْس‏:‏ جنس من الخَرز، ولعلَّه سمِّي بذلك لسلاسته في نَظْمه‏.‏ قال‏:‏

* وقلائدٌ مِنْ حُبْلَةٍ وسُلوسِ*

‏(‏سلط‏)‏

السين واللام والطاء أصلٌ واحدٌ، وهو القوّة والقهر‏.‏ من ذلك السَّلاطة، من التسلط وهو القَهْر، ولذلك سمِّي السُّلْطان سلطاناً‏.‏ والسلطان‏:‏ الحُجَّة‏.‏ والسَّليط من الرجال‏:‏ الفصيح اللسان الذَّرِب‏.‏ والسَّليطة‏:‏ المرأة الصَّخَّابة‏.‏

ومما شذَّ عن الباب السَّلِيط‏:‏ الزّيت بلغة أهل اليَمَن، وبلغة غيرهم دهن السِّمسِم‏.‏

‏(‏سلع‏)‏

السين واللام والعين أصلٌ يدلُّ على انصداع الشيء وانفتاحه‏.‏ من ذلك السَّلْع؛ وهو شقٌّ في الجبل كهيئة الصَّدْع، والجمع سُلوع‏.‏ ويقال تَسَلّع عَقِبُه، إذا تشقّقَ وتَزَلَّع‏.‏ ويقال سَلَعَ رأسه، إذا فَلَقَه‏.‏ والسِّلعة‏:‏ الشيء المبيع، وذلك أنَّها ليست بِقُِنْيَةٍ تُمْسك، فالأمر فيها واسعٌ‏.‏ والسَّلَع‏:‏ شجر‏.‏

‏(‏سلغ‏)‏

السين واللام والغين ليس بأصلٍ، لكنه من باب الإبدال فسينُهُ مُبْدَلة من صاد‏.‏ يقال سَلَغَت البقرةُ، إذا خرجَ نابُها، فهي سالغ‏.‏ ويقولون لحمٌ أسلَغُ، إذا لم ينضج‏.‏ ورجلٌ أسلَغُ‏:‏ شديد الحمرة‏.‏

‏(‏سلف‏)‏

السين واللام والفاء أصلٌ يدلُّ على تقدُّم وسبْق‏.‏ من ذلك السَّلَف‏:‏ الذين مضَوا‏.‏ والقومُ السُّلاَّف‏:‏ المتقدِّمون‏.‏ والسُّلاَف‏:‏ السائل من عصير العنب قبل أن يُعصَر‏.‏ والسُّلْفَة‏:‏ المعجَّل من الطَّعام قبل الغَدَاء‏.‏ والسّلوف‏:‏ الناقة تكون في أوائل الإبل إذا وَرَدَت‏.‏ ومن الباب السَّلَف في البيع، وهو مالٌ يقدَّم لما يُشتَرى نَساءً‏.‏ وناس يسمُّون القَرضَ السَّلَف، وهو ذاك القياسُ لأنَّه شيءٌ يُقدَّم بعوض يتأخّر‏.‏ ومن غير هذا القياس السِّلْف سِلْف الرِّجال، وهما اللذان يتزوّج هذا أُخْتاً وهذا أُخْتاً‏.‏ وهذا قياس السَّالفتين، وهما صفحتا العنق، هذه بحذاء هذه‏.‏

ومما شذَّ عن البابين السَّلْف وهو الجراب‏.‏ ويقال إنَّ القلفة تَسمَّى سَلْفاً‏.‏

ومنه أسْلَفتُ الأرضَ للزَّرْع، إذا سوَّيتها‏.‏ وممكن أن يكون هذا من قياس الباب الأوّل‏:‏ لأنه أمرٌ قد تقدّم في إصلاحه‏.‏

‏(‏سلق‏)‏

السين واللام والقاف فيه كلماتٌ متباينة لا تكاد تُجمع منها كلمتانِ في قياسٍ واحد؛ وربُّك جلُّ ثناؤُهُ يفعل ما يشاء، ويُنْطِقُ خَلْقه كيف أراد‏.‏

فالسَّلَق‏:‏ المطمئنّ من الأرض‏.‏ والسِّلْقَة‏:‏ الذِّئبة‏.‏ وسَلَقَ‏:‏ صاح‏.‏ والسَّلِيقة‏:‏ الطبيعة‏.‏ والسَّليقة‏:‏ أثر النِّسع في جنب البعير‏.‏ وسَلُوق‏:‏ بلدٌ‏.‏ والتَّسلُّق على الحائط‏:‏ التَّوَرُّد عليه إلى الدار‏.‏ والسّلِيق‏:‏ ما تَحَاتَّ من الشجر‏.‏ قال الرَّاجز‏:‏

تَسْمَعُ منها في السَّليقِ الأشهبِ*** مَعمعةً مثل الضِّرَام المُلْهَبِ

والسُّلاَق‏:‏ تقشُّر جِلد اللِّسان‏.‏ وسَلَقْت المزَادةَ، إذا دهنْتَها‏.‏ قال امرؤ القيس‏:‏

كأنّهما مزادتا متعجِّلٍ*** فَرِيّانِ لَمَّا يُسلَقَا بدِهانِ

والسَّلْقُ‏:‏أن تُدخِل إحدى عُروتي الجُوالِق في الأخرى، ثم تثنيَها مرَّةً أخرى‏.‏

‏(‏سلك‏)‏

السين واللام والكاف أصلٌ يدلُّ على نفوذ شيءٍ في شيء‏.‏ يقال سلكت الطَّريقَ أَسلُكُه‏.‏ وسَلكت الشيء في الشيء‏:‏ أنفذْته‏.‏ والطَّعْنَة السُّلْكَى، إذا طَعَنَه تِلقاءَ وجهِه‏.‏ والمسلَكَة‏:‏ طُرَّةٌ تُشَقُّ من ناحية الثوب‏.‏ وإنّما سمّيت بذلك لامتدادها‏.‏ وهي كالسِّكَك‏.‏

ومما شذَّ عن الباب السُّلَكَة‏:‏ الأنثى من ولد الحَجَل، والذكر سُلَك،*وجمعه سِلْكانٌ‏.‏ والله أعلم‏.‏

‏(‏باب السين والميم وما يثلثهما‏)‏

‏(‏سمن‏)‏

السين والميم والنون أصلٌ يدل على خلاف الضُّمْر والهزال‏.‏ من ذلك السِّمَن، يقال هو سمين‏.‏ والسَّمْن من هذا‏.‏

ومما شذَّ عن هذا الأصل كلامٌ يقال إن أهل اليمن يقولونه دونَ العرب، يقولونَ‏:‏ سَمّنْتُ الشّيءَ، إِذا بَرّدْتَه‏.‏ والتَّسْمِين‏:‏ التَّبْريد‏.‏ ويقال إنَّ الحجّاج قُدِّمت إليه سمكة فقال للذي عمِلها‏:‏ ‏"‏سَمِّنْها‏"‏ يريد بَرِّدْها‏.‏

‏(‏سمه‏)‏

السين والميم والهاء أصلٌ يدلُّ على حَيْرة وباطل‏.‏ يقال سَمَه إذا دُهِشَ، وهو سَامِهٌ وقومٌ سمّهٌ‏.‏ ويقولون‏:‏ سَمَه البعيرُ، إذا لم يعرف الإعياء‏.‏ وذهبت إبلُهم السُّمَّهَى، إذا تفرَّقَت‏.‏ والسُّمَّهَى‏:‏ الباطل والكذب‏.‏ فأما قولُ رؤبة‏:‏

* جَرْيَ السُّمَّه*

‏(‏سمو‏)‏

السين والميم والواو أصلٌ يدل على العُلُوِّ‏.‏ يقال سَمَوْت، إذا علوت‏.‏ وسَمَا بصرُه‏:‏ عَلا‏.‏ وسَمَا لي شخصٌ‏:‏ ارتفع حتّى استثبتُّه‏.‏ وسما الفحلُ‏:‏ سطا على شَوله سَماوَةً‏.‏ وسَمَاوَةُ الهلال وكلِّ شيءٍ‏:‏ شخصُهُ، والجمع سَماوٌ‏.‏ والعرب تُسمِّي السّحاب سماءً، والمطرَ سماءً، فإذا أريدَ به المطرُ جُمع على سُمِيّ‏.‏ والسَّماءة‏:‏ الشَّخص‏.‏ والسماء‏:‏ سقف البيت‏.‏ وكلُّ عالٍ مطلٍّ سماء، حتَّى يقال لظهر الفرس سَماء‏.‏ ويتَّسِعون حتَّى يسمُّوا النَّبات سماء‏.‏ قال‏:‏

إذا نَزَلَ السَّماءُ بأرضِ قومٍ*** رَعَيْناهُ وإن كانوا غِضابا

ويقولون‏:‏ ‏"‏ما زِلْنا نطأُ السَّماءَ حتَّى أتيناكم‏"‏، يريدون الكلأ والمطر‏.‏ ويقال إن أصل ‏"‏اسمٍ‏"‏ سِمْو، وهو من العلوّ، لأنَّه تنويهٌ ودَلالةٌ على المعنى‏.‏

‏(‏سمت‏)‏

السين والميم والتاء أصلٌ يدل على نَهجٍ وقصدٍ وطريقة‏.‏ يقال سَمَتَ، إذا أخذ النَّهْج‏.‏ وكان بعضُهم يقول‏:‏ السَّمْت‏:‏ السّير بالظنّ والحَدْس‏.‏ وهو قول القائل‏:‏

* ليس بها ربعٌ لِسَمْتِ السَّامِت*

ويقال إنَّ فلاناً لحَسنُ السَّمْتِ، إذا كان مستقيمَ الطريقةِ متحرِّياً لفعل الخَير‏.‏ والفعل منه سَمَت‏.‏ ويقال سَمَت سَمْتَه، إذا قصد قصده‏.‏

‏(‏سمج‏)‏

السين والميم والجيم أصلٌ يدلُّ على خِلاف الحُسن‏.‏ يقال هو سَمِجٌ وسَمْجٌ، والجمع سِمَاجٌ وسَمَاجَى‏.‏ ومن الباب السَّمْج من الألبان، وهو الخبيث الطَّعْم‏.‏

‏(‏سمح‏)‏

السين والميم والحاء أصلٌ يدلُّ على سَلاسةٍ وسُهولة‏.‏ يقال سَمَح له بالشيء‏.‏ ورجلٌ سَمْحٌ، أي جواد، وقومٌ سُمَحاء ومَسامِيح‏.‏ ويقال سَمَّح في سيره، إذا أسرع‏.‏ قال‏:‏

* سَمَّحَ واجتابَ فلاةً قِيّا*

ومن الباب‏:‏ المُسامَحة في الطِّعان والضَّرب، إذا كان على مُساهَلة‏.‏ ويقال رُمْحٌ مسَمَّحٌ‏:‏ قد ثُقِّفَ حتَّى لانَ‏.‏

‏(‏سمخ‏)‏

السين والميم والخاء ليس أصلاً؛ لأنَّه من باب الإبدال‏.‏ والسين فيه مبدلة من صاد‏.‏ والسِّمَاخ في الأذن‏:‏ مَدْخَله‏.‏ ويقال سَمَخْت فلاناً‏:‏ ضربت سِمَاخَه‏.‏ وقد سَمَخني بشدة صوتِهِ‏.‏

‏(‏سمد‏)‏

السين والميم والدال أصلٌ يدلُّ على مضيٍّ قُدُماً من غير تعريج‏.‏ يقال سمَدت الإبلُ في سيرها‏.‏ إذا جَدّتْ ومَضَت على رؤوسها‏.‏ وقال الرَّاجز‏:‏

* سَوَامِدُ الليلِ خفافُ الأزوادْ*

يقول‏:‏ ليس في بطونها عَلَف‏.‏ ومن الباب السُّمود الذي هو اللَّهو‏.‏ والسَّامد هو اللاهي‏.‏ ومنه قوله جلَّ وعلا‏:‏ ‏{‏وأَنْتُمْ سَامِدُونَ‏}‏ ‏[‏النجم 61‏]‏، أي لاهون‏.‏ وهو قياس الباب؛ لأنَّ اللاهي يمضي في أمره غير معرِّج ولا مُتَمَكِّث‏.‏ وينشدون‏:‏

قيل قُمْ فانظر إليهم*** ثمّ دَع عنكَ السُّمودا

فأمَّا قولهم سَمَّد رأسه، إذا استأصل شَعره، فذلك من باب الإبدال؛ لأن أصله الباء، وقد ذكر‏.‏

‏(‏سمر‏)‏

السين والميم والراء أصلٌ واحدٌ يدلُّ على خلاف البياض في اللون‏.‏ من ذلك السُّمْرة من الألوان، وأصله قولهم‏:‏ ‏"‏لا آتيك السَّمَر والقَمَر‏"‏، فالقَمر‏:‏ القمر‏.‏ والسَّمَر‏:‏ سواد الليل، ومن ذلك سمِّيت السُّمْرَة‏.‏ فأمّا السَّامر فالقوم

*يَسْمُرُون‏.‏ والسامر‏:‏ المكان الذي يجتمعون فيه للسَّمَر‏.‏ قال‏:‏

* وسامِرٍ طالَ لهم فيه السَّمَرْ*

والسَّمراء‏:‏ الحِنطة، للَوْنها‏.‏ والأسمر‏:‏ الرُّمح‏.‏ والأسمر‏:‏ الماء‏.‏ فأمَّا السَّمَار فاللّبن الرقيق، وسمِّي بذلك لأنَّه إذا كان ‏[‏كذلك كان‏]‏ متغيِّر اللون‏.‏ والسَّمُر‏:‏ ضربٌ من شجر الطَّلْحِ، واحدته سَمُرة، ويمكن أن يكون سمِّي بذلك للونه‏.‏ والسَّمار‏:‏ مكان في قوله‏:‏

لَئنْ وَردَ السَّمَارَ لنَقْتُلَنْه*** فلا وأبيكِ ما وَرَدَ السَّمَارا

‏(‏سمط‏)‏

السين والميم والطاء أصلٌ يدلُّ على ضمّ شيء إلى شيء وشدِّه به‏.‏ فالسَّميط‏:‏ الآجُرُّ القائم بعضُهُ فوقَ بعض‏.‏ والسِّمْط‏:‏ القِلادة، لأنَّها منظومةٌ مجموعٌ بعضُها إلى بعض‏.‏ ويقال سَمَّط الشيء على مَعاليق السَّرْج‏.‏ ويقال خُذْ حقَّك مُسَمَّطاً، أي خُذْهُ وعلِّقْه على مَعاليق رَحْلِكَ‏.‏ فأما الشِّعْر المُسَمَّط، فالذي يكون في سطر البيت أبياتٌ مسموطةٌ تجمعها قافيةٌ مخالفةٌ مُسمَّطة ملازمة للقصيدة‏.‏ وأما اللبن السَّامط، وهو الحامض، فليس من الباب؛ لأنَّه من باب الإبدال، والسين مبدلة من خاء‏.‏

‏(‏سمع‏)‏

السين والميم والعين أصلٌ واحدٌ، وهو إيناسُ الشيء بالأُذُن، من النّاس وكلِّ ذي أُذُن‏.‏ تقول‏:‏ سَمِعْت الشيء سَمْعاً‏.‏ والسَِّمع‏:‏ الذِّكْر الجميل‏.‏ يقال قد ذَهَب سَِمْعُهُ في الناس، أي صِيته‏.‏ ويقال سَمَاعِ بمعنى استمِعْ‏.‏ ويقال سَمَّعْتُ بالشيء، إذا أشعتُهُ ليُتَكلَّم به‏.‏ والمُسْمِعَة‏:‏ المُغَنِّية‏.‏ والمِسْمَع‏:‏ كالأذن للغَرْبِ؛ وهي عُروةٌ تكون في وسط الغَرْبِ يُجْعَل فيها حبلٌ ليعدل الدّلو‏.‏ قال الشاعر‏:‏

ونَعـدِل ذا المَيْل إن رامَنا*** كما عُدِل الغَرْبُ بالمِسمعِ

ومما شذّ عن الباب السِّمْع‏:‏ ولد الذّئب من الضَّبُع‏.‏

‏(‏سمق‏)‏

السين والميم والقاف فيه كلمة‏.‏ ولعلَّ القاف أن تكون مبدلة من الكاف‏.‏ سَمَق، إذا عَلاَ‏.‏

‏(‏سمك‏)‏

السين والميم والكاف أصلٌ واحدٌ يدلُّ على العُلُوِّ‏.‏ يقال سَمَك، إذا ارتفَعَ‏.‏ والمسموكات‏:‏ السماوات‏.‏ ويقال سَمَكَ في الدَّرَج‏.‏ واسمُكْ، أي اعْلُ‏.‏ وسَنَامٌ سامك، أي عالٍ‏.‏ والمِسْمَاك‏:‏ ما سَمَكْتَ به البيتَ‏.‏ قال ذو الرّمة‏:‏

كأنَّ رِجلَيْهِ مِسماكانِ مِنْ عشَرٍ*** سَقْبَانِ لم يتقشَّرْ عنهما النَّجَبُ

والسِّماك نجم‏.‏ ومما شذَّ عن الباب وباين الأصل‏:‏ السَّمَك‏.‏

‏(‏سمل‏)‏

السين والميم واللام أصلٌ يدلُّ على ضعفٍ وقلّة‏.‏ من ذلك السَّمَل، وهو الثَّوْب الخَلَق‏.‏ ومنه السَّمَل‏:‏ الماء القليل يَبقى في الحوض، وجمعه أسمال‏.‏ وسَمَّلت البئر‏:‏ نقَّيتها‏.‏ وأما الإسمال، وهو الإصلاح بين النَّاس‏.‏ فمن هذه الكلمة الأخيرة، كأنَّه نَقَّى ما بينهم من العَداوةِ‏.‏ والله تعالى أعلم‏.‏

‏(‏باب السين والنون وما يثلثهما‏)‏

‏(‏سنه‏)‏

السين والنون والهاء أصلٌ واحدٌ يدلُّ على زمانٍ‏.‏ فالسَّنَة معروفة، وقد سقطت منها هاء‏.‏ ألا ترى أنّك تَقول سُنيْهَة‏.‏ ويقال سَنَهَتِ النخلةُ، إذا أتت عليها الأعوام‏.‏ وقوله جل ذكره‏:‏ ‏{‏ فَانْظُرْ إِلَى طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ‏}‏ ‏[‏البقرة 259‏]‏، أي لم يصر كالشيء الذي تأتي عليه السنُون فتغيِّره‏.‏ والنَّخْلة السَّنْهاء‏.‏

‏(‏سني‏)‏

السين والنون والحرف المعتل أصلٌ واحدٌ يدلُّ على سقْي، وفيه ما يدل على العلوّ والارتفاع‏.‏ يقال سَنَتِ النَّاقَةُ، إذا سقت الأرض، تسنُو وهي السَّانِيَة‏.‏ والسَّحابةُ تسنُو الأرضَ، والقوم يَسْتَنُون لأنفسهم إذا اسْتَقَوا‏.‏

ومن الباب سانيت الرَّجُلَ، إذا راضَيتَه، أُسانيه؛ كأنَّ الوُدَّ قد كان ذَوِي ويَبِس، كما جاء في الحديث‏:‏ ‏"‏بُلُّوا أرحامَكم ولو بالسَّلام‏"‏‏.‏

وأمّا الذي يدلُّ على الرِّفعة فالسَّناء ممدود، وكذلك إذا قصرته دلَّ على الرفعة، إلاّ أنَّه لشيءٍ مخصوص،*وهو الضَّوْء‏.‏ قال الله جلَّ ثناؤُه‏:‏ ‏{‏ يَكَادُ سَنا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بالأَبْصَارِ‏}‏ ‏[‏النور 43‏]‏‏.‏

‏(‏سنب‏)‏

السين والنون والباء كلمتان متباينتان فالسَّنْبَةُ‏:‏ الطائفة من الدَّهْر‏.‏ والكلمة الأخرى السَّنِب، وهو الفرس الواسع الجَري‏.‏

‏(‏سنت‏)‏

السين والنون والتاء ليس أصلاً يتفرّع منه، لكنّهم يقولون السَّنُوت، فقال قوم‏:‏ هو العسل، وقال آخرون‏:‏ هو الكَمُّون‏.‏ قال الشاعر‏:‏

هم السَّمْن والسَّنُّوتُ لا أَلْسَ فيهمُ*** وهُمْ يمنَعون جارهُمْ أنْ يُقَرَّدا

‏(‏سنج‏)‏

السن والنون والجيم فيه كلمة‏.‏ ويقولون‏:‏ إن السِّناج أثرُ دُخَان السِّرَاج في الحائط‏.‏

‏(‏سنح‏)‏

السين والنون والحاء أصلٌ واحدٌ يُحمَل على ظهور الشيء من مكانٍ بعينهِ، وإن كان مختلَفَاً فيه‏.‏ فالسّانح‏:‏ ما أتاك عن يمينك من طائرٍ أو غيره، يقال سَنَحَ سُنُوحاً‏.‏ والسانح والسَّنيح واحد‏.‏ قال ذو الرمة‏:‏

ذكَرْتُكِ أنْ مَرت بنا أُمُّ شادنٍ*** أمام المطايا تشرئبُّ وَتسنَحُ

ثم استُعير هذا فقيل‏:‏ سنح لي رأيٌ في كذا، أي عَرَض‏.‏

‏(‏سنخ‏)‏

السين والنون والخاء أصلٌ واحدٌ يدلُّ على أصل الشيء‏.‏ فالسِّنْخ‏:‏ الأصل‏.‏ وأَسْنَاخُ الثنايا‏:‏ أصولُها‏.‏ ويقال سَنَخَ الرجل في العِلم سُنوخاً أي عَلِمَ أصولَه‏.‏ فأمَّا قولهم سَنِخَ الدُّهْن، إذا تغيَّر، فليس بشيء‏.‏

‏(‏سند‏)‏

السين والنون والداء أصلٌ واحدٌ يدلُّ على انضمام الشيء إلى الشيء‏.‏ يقال سَنَدتُ إلى الشيء أَسْنُدُ سنوداً، واستندت استناداً‏.‏ وأسندتُ غيري إسناداً‏.‏ والسِّناد‏:‏ النّاقة القويّة، كأنها أُسنِدت من ظهرها إلى شيءٍ قويّ‏.‏ والمُسْنَدُ‏:‏ الدهرُ؛ لأن بعضَه متضامّ‏.‏ وفَلان سَنَدٌ، أي معتمَدٌ‏.‏ والسَّنَد‏:‏ ما أقبل عليك من الجبل، وذلك إذا علا عن السَّفْح‏.‏ والإسناد في الحديث‏:‏ أن يُسْنَد إلى قائله، وهو ذلك القياس‏.‏ فأمَّا السِّناد الذي في الشعر فيقال إنَّهُ اختلافُ حركتي الرِّدفين‏.‏ قال أبو عبيدة‏:‏ وذلك كقوله‏:‏

* كأنَّ عيونَهن عيونُ عِينِِ*

ثم قال‏:‏

* وأصبح رأسُهُ مثلَ اللُّجَيْنِ*

وهذا مشتق من قولهم‏:‏ خرج القوم متسانِدين، إذا كانوا على راياتٍ شتى‏.‏ وهذا من الباب؛ لأنَّ كلَّ واحدةٍ من الجماعة قد ساندت رايةً‏.‏

‏(‏سنط‏)‏

السين والنون والطاء ليس بشيء إلاّ السِّناط، وهو الذي لا لِحْيَة له‏.‏

‏(‏سنع‏)‏

السين والنون والعين إن كان صحيحاً فهو يدلُّ على جَمَالٍ وخيرٍ ورِفعةٍ‏.‏ يقال شرفٌ أسنعُ، أي عالٍ مرتفع‏.‏ وامرأة سنيعة‏:‏ أي جميلة‏.‏

‏(‏سنف‏)‏

السين والنون والفاء أصلٌ يدلُّ على شدّ شيءٍ‏.‏ أو تعليق شيء على شيء‏.‏ فالسِّنَاف‏:‏ خيط يُشدّ من حَِقْو البعير إلى تصديره ثم يشدُّ في عنقه‏.‏ قال الخليل‏:‏ السِّنَاف للبعير مثل اللَّبَبِ للدابّة‏.‏ بعيرٌ مِسْناف، وذلك إذا أُخّر الرجل فجعل له سناف‏.‏ يقال أسنفت ‏[‏البعير‏]‏، إذا شددتَه بالسِّناف‏.‏ ويقال أسنَفُوا أمرَهم، أي أحكَموه‏.‏ ويقال في المثل لمن يتحيّر في أمره‏:‏ ‏"‏قد عَيَّ بالأسناف‏"‏‏.‏ قال‏:‏

إذا مَا عَيَّ بالأسنافِ قومٌ*** من الأمر المشبَّه أن يكُونا

وحكى بعضهم‏:‏ سَنَفْتُ البعير، مثل أَسنفْت‏.‏ وأبى الأصمعيُّ إلاّ أسنفت‏.‏ وأما السِّنْف فهو وعاء ثَمَر المَرْخِ يشبه آذانَ الخيل‏.‏ وهو من الباب؛ لأنَّهُ مُعلَّق على شجرة‏.‏ وقال أبو عمرو‏:‏ السِّنْف‏:‏ الورقة‏.‏ قال ابن مُقبل‏:‏

* تَقَلْقُلَ سِنْفِ المَرْخِ في جَعبةٍ صِفْرِ*

‏(‏سنق‏)‏

السين والنون والقاف فيه كلمةٌ واحدة، وهي السَّنَق، وهو كالبَشَم‏.‏ يقال شرِب الفَصيل حتى سَنِق‏.‏ وكذلك الفرس، من العلَف‏.‏ وهو كالتُّخَم في الناس‏.‏

‏(‏سنم‏)‏

السين والنون والميم أصلٌ واحد، يدلُّ على العلوّ والارتفاع‏.‏فالسَّنَام معروف‏.‏ وتسنَّمت‏:‏ علَوت‏.‏ وناقة سَنِمَةٌ‏:‏ عظيمة السَّنام‏.‏ وأسنمتُ النارَ‏:‏ أعلَيْتُ لهبَها‏.‏ وأَسْنُمَةُ‏:‏ موضع‏.‏

‏(‏باب السين والهاء وما يثلثهما‏)‏

‏(‏سهو‏)‏

السين والهاء والواو معظم الباب ‏[‏يدلّ‏]‏ على الغفلة والسُّكون‏.‏ فالسَّهْو‏:‏ الغفلة، يقال سَهَوْتُ في الصلاة أسهو سَهْواً‏.‏ ومن الباب المساهاة‏:‏ حُسْن المُخَالَقَة، كأنَّ الإنسانَ يسهو عن زَلَّةٍ إن كانت من غيره‏.‏ والسَّهْو‏:‏ السُّكون‏.‏ يقال جاء سَهْواً رَهْواً‏.‏

ومما شَذَّ عن هذا الباب ‏[‏ السَّهْوَة‏]‏، وهي كالصُّفَّة تكون أمامَ البيت‏.‏

وممّا يبعُد عن هذا وعن قياس الباب‏:‏ قولهم حملت المرأةُ ولدَها سَهْواً، أي على حَيْضٍ‏.‏ فأمًَّا السُّهَا فمحتمل أن يكون من الباب الأول‏:‏ لأنَّه خفيٌّ جدّاً فيُسهَى عن رؤيته‏.‏

‏(‏سهب‏)‏

السين والهاء والباء أصلٌ يدلُّ على الاتّساع في الشيء‏.‏ والأصل السَّهْب، وهي الفَلاة الواسعة، ثم يسمَّى الفرس الواسعُ الجري سَهْباً‏.‏

ويقال بئر سَهْبَةٌ، أي بعيدة القعر‏.‏ ويقال حفر القوم فأسهبوا، أي بلغوا الرَّمْل‏.‏ وإذا كان كذا كان أكثر للماء وأوسَعَ لـه‏.‏ ويقال للرّجُل الكثير الكلام مُسْهَب، بفتح الهاء‏.‏ كذا جاء عن العرب أَسْهَبَ فهو مُسْهَبٌ، وهو نادر‏.‏

‏(‏سهج‏)‏

السين والهاء والجيم أصلٌ يدلُّ على دوامٍ في شيء‏.‏ يقال سَهَجَ القوم لَيْلَتَهم، أي ساروا سيراً دائماً‏.‏ ثمَّ يقال سَهَجَت الرِّيحُ، إذا دامت وهي سَيْهَجٌ، وسَيْهُوجٌ‏.‏ ومَسْهَجُها‏:‏ مَمرُّها‏.‏

‏(‏سهد‏)‏

السين والهاء والدال كلمتانِ متباينتان تدلُّ إحداهما على خلاف النّوم، والأخرى على السكون‏.‏

فالأولى السُّهاد، وهو قِلَّة النوم‏.‏ ورجل سُهُدٌ، إذا كان قليلَ النّوم‏.‏ قال‏:‏

فأتَتْ به حُوشَ الفُؤادِ مبطَّناً*** سُهُداً إذا ما نام ليلُ الهَوْجَلِ

وسَهَّدْتُ فلاناً، إذا أطرتَ نومَه‏.‏

والكلمة الأخرى قولُهم شيءٌ سَهْدٌ مَهْد، أي ساكن لا يُعَنِّي‏.‏ ويقال ما رأيت من فلان سَهْدَةً، أي أمراً أعتمد عليه من خبر أو كلام، أو أسكُن إليه‏.‏

‏(‏سهر‏)‏

السين والهاء والراء معظم بابه الأرَق، وهو ذَهاب النوم‏.‏ يقال سَهَرَ يَسْهَرُ سَهَراً‏.‏ ويقال للأرض‏:‏ السّاهرة، سمِّيت بذلك لأن عملها في النَّبت دائماً ليلاً ونهاراً‏.‏ ولذلك يقال‏:‏‏"‏خَير المالِ عينٌ خَرّارة، في أرض خوَّارة، تَسْهَرُ إذا نِمتَ، وتشهَد إذا غِبْتَ‏"‏‏.‏ وقال أميّة بن أبي الصلت‏:‏

وفيها لَحْمُ ساهرةٍ وبحرٍ*** وما فاهُوا بِهِ لهمُ مقيم

وقال آخر، وذكر حَميرَ وحْش‏:‏

يرتَدْنَ ساهرةً كأنَّ عميمَها*** وجَمِيمَها أسدافُ ليلٍ مظلمِ

ثم صارت السّاهرةُ اسماً لكلِّ أرض‏.‏ قال الله جلَّ جلالُهُ‏:‏ ‏{‏فإنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ‏.‏ فَإِذَا هُمْ بِالسَّاهِرَةِ‏}‏ ‏[‏النازعات 13-14‏]‏ والأسهران‏:‏ عِرقان في الأنف من باطن، إذا اغتلم الحِمارُ سالا ماءً‏.‏ قال الشَّمّاخ‏:‏

تُوائِلُ من مِصَكٍّ أنْصَبَتْهُ*** حوالبُ أسهريهِ بالذَّنِينِ

وكأنَّما سمِّيتا بذلك لأنّهما يسيلان ليلاً كما يسيلان نهاراً‏.‏ ويروى ‏"‏أسهرته‏"‏‏.‏ ويقال رجلٌ سُهَرَةٌ‏:‏ قليل النّوم‏.‏ وأمّا السَّاهور فقال قوم‏:‏ هو غلاف القمر؛ ويقال هو القمر‏.‏ وأيَّ ذلك كان فهو من الباب؛ لأنَّه يسبح في الفَلَك دائباً، ليلاً ونهاراً‏.‏

‏(‏سهف‏)‏

السين والهاء والفاء تقلّ فروعه‏.‏ ويقولون إنَّ السَّهَف‏:‏ تشحُّط القتيلِ في دمِهِ واضطرابُهُ‏.‏ ويقال إن السُّهَاف‏:‏ العطش‏.‏

‏(‏سهق‏)‏

السين والهاء والقاف أصلٌ يدلُّ على طول وامتداد‏.‏ وهو صحيح‏.‏ فالسَّهْوَق‏:‏ الرَّجُلُ الطويل‏.‏ والسَّهْوق الكذَّابُ، وسُمِّيَ بذلك لأنَّه يغلو في الأمر ويزيدُ في الحديث‏.‏ والسَّهْوقُ من الرياح‏:‏ التي تَنْسِج العَجَاج‏.‏*والسَّهْوق‏:‏ الرَّيَّان من سُوق الشَّجر؛ لأنّه إذا رَوِيَ طال‏.‏

‏(‏سهك‏)‏

السين والهاء والكاف أصلان‏:‏ أحدهما يدلُّ على قَشْر ودقٍّ، والآخر على الرَّائحة الكريهة‏.‏

فالأوّل قولُهم‏:‏ سَهَكَت الرِّيحُ التّرابَ، وذلك إذا قَشَرتْه عن الأرض‏.‏ والمَسْهَكَة‏:‏ الذي يشتدّ مرُّ الرّيح عليه‏.‏ ويقال سَهَكْتُ الشّيءَ، إذا قشرتَه، وهو دونَ السَّحْق‏.‏ وسَهَكَت الدَّوابُّ، إذا جرت جرياً خفيفاً‏.‏ وفَرَسٌ مِسْهَكٌ، أي سريع‏.‏ وإنما قيلَ لأنَّه يسهَك الأرضَ بقوائمه‏.‏

والأصل الثاني السَّهَك، قال قوم‏:‏ هو رائحة السمك من اليَد‏.‏ ويقال بل السَّهَك‏:‏ ريحٌ كريهة يجدُها الإنسان إذا عَرِقَ‏.‏ ومن هذا الباب السَّهَك‏:‏ صدأ الحديد‏.‏ ومنه أيضاً قولهم‏:‏ بِعينِه ساهكٌ، أي عائرٌ من الرَّمَد‏.‏ قال الشاعر في السَّهَك‏:‏

سَهِكِينَ مِنْ صَدأ الحديدِ كأنّهم*** تحت السَّنَـوَّرِ جِنّةُ البَقَّارِ

‏(‏سهل‏)‏

السين والهاء واللام أصلٌ واحد يدلُّ على لينٍ وخلاف حُزونة‏.‏ والسَّهْل‏:‏ خلاف الحَزْن‏.‏ ويقال النّسبةُ إلى الأرض السَّهلة سُهْليٌّ‏.‏ ويقال أسْهَلَ القومُ، إذا ركبوا السَّهل‏.‏ ونهرٌ سَهِلٌ‏:‏ فيه سِهْلَةٌ، وهو رملٌ ليس بالدُّقَاق‏.‏ وسُهَيْلٌ‏:‏ نجم‏.‏

‏(‏سهم‏)‏

السين والهاء والميم أصلان‏:‏ أحدهما يدلُّ على تغيُّرٍ في لون، والآخرُ على حظٍّ ونصيبٍ وشيءٍ من أشياء‏.‏

فالسُّهْمَة‏:‏ النَّصيب‏.‏ ويقال أسَهم الرَّجُلانِ، إذا اقْترعا، وذلك من السُّهْمَة والنّصيبِ، أن يفُوز كلُّ واحد منهما بما يصيبه‏.‏ قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏ فَسَاهَمَ فَكَانَ مِنَ المُدْحَضِينَ‏}‏‏[‏الصافات 141‏]‏‏.‏ ثمّ حمل على ذلك فسُمِّي السَّهمُ الواحد من السِّهَام، كأنّه نصيبٌ من أنصباء وحظٌّ من حظوظ‏.‏ والسُّهْمَة‏:‏ القرابة؛ وهو من ذاك؛ لأنّها حَظٌّ من اتّصال الرحم‏.‏ وقولهم بُرْدٌ مسهَّم، أي مخطّط، وإنّما سمِّي بذلك لأنّ كلَّ خَطٍّ منه يشبّه بسهم‏.‏

وأمّا الأصلُ الآخَر فقولهم‏:‏ سَهَُمَ وجْهُ الرّجلِ، إذا تغيَّرَ يَسْهَُم، وذلك مشتقٌّ من السَُّهَام، وهو ما يصيب الإنسانَ من وَهَج الصّيف حتى يتغيَّرَ لونُه‏.‏ يقال سهمَ الرَّجُل، إذا أصابَه السَُّهَام‏.‏ والسَُّهَام أيضاً‏:‏ داء يصيب الإبل، كالعُطَاش‏.‏ ويقال إِبلٌ سَواهِمُ، إذا غيَّرها السّفَر‏.‏ والله أعلم‏.‏